*غزة انتصرت. اسرائيل هزمت في حربها الوجودية. ماذا عن اليوم التالي؟ بيروت؛ ٢٢/١١/٢٠٢٣*

عاجل

الفئة

shadow


*ميخائيل عوض*
فرضت الهدنة في غزة وتمت الاستجابة لشروط حماس. وتصرف السنوار كقائد فذ، في الحرب والتفاوض، ونجحت المقاومة وفصائلها في خوض حرب وادارتها من موقع الادارة والسيطرة، والتحكم. ونجحت المقاومة بمنع اسرائيل من تحقيق اي من اهداف غزوها البري واو من حربها التدميرية، وعدوانها السافر على المدارس والمشافي والإعلاميين والفرق الصحية والابرياء والابنية  في حرب الابادة والتهجير. 
غزة انتصرت واكدت انها اسطورة الشعوب في المقاومة والصمود والتضحية.
فالنصر والمنتصر في الحروب يتقرر بموجب ما تحقق من الاهداف وليس بمدة او مسارات الحرب اوكلفتها.
 وعليه؛ فحماس والمقاومة اعلنت اهداف لعمليتها الاسطورية بالعبور الى غلاف غزة وحصرتها بتبييض السجون، وتحرير الاسرى، وحماية الاقصى والشعب الفلسطيني في الضفة وال٤٨.
هكذا بعد ٤٧ يوما تنتزع غزة انتصارا وتفرض اهدافها وشروطها، بينما اسرائيل وقيادتها بلسان نتنياهو ووزير دفاعها ووزرائها وقادتها رفعوا شعار؛ انها حرب وجودية، وان هدفها سحق حماس واستعادة الاسرى دون تفاوض، واحتلال غزة واقامة سلطة موالية لها تضمن امنها او تهجير الغزاويين الى سيناء والتخلص منهم ومن مقاومة غزة.
الاسرائيلي هزم ولم يحقق اي من اهدافه في الحرب ولا حتى اكتشاف نفق واحد، او منع المقاومة من رجم تل ابيب بوجبات من الصواريخ الثقيلة. وتكبدت خسائر عسكرية مهولة بالمقارنة مع فارق القوة والقدرات بين جيشها وفصائل المقاومة في غزة.
المنطق والعلم والقوانين العسكرية، والموسوعات والقواميس والدراسات العسكرية وقواعد الحروب وتعريف المنتصر والمهزوم في الحروب منذ بدء التاريخ تشهد وتقطع مع الوقائع المعاشة والمحققة بان غزة والمقاومة انتصرت وراكمت مكاسب ونقاط في جولة طوفان الاقصى، وانتصارها عظيم وكبير وبنتائج عظيمة وفرط استراتيجية.
عظمة الانتصار بانه هزم اسرائيل وهي مستنفرة وفي حالة تعبئة عامة واعلان حرب. 
وامريكا والاطلسي تقود الحرب في الميدان والسياسة والدبلوماسية والاعلام مباشرة، وكل هذا لم يكن مسبوقا في الحروب والجولات السابقة، وبانتصار غزة هزمت اسرائيل في حربها الوجودية وليست في حرب او جولة او معركة، وهزمت امريكا والاطلسي واحلافها.
انتصار غزة مؤسس لحقبة جديدة مختلفة عما كان، ونتائج الانتصار وتجلياته ستظهر تباعا بما هي وقائع واحداث ومؤشرات لتحولات ذات طابع نوعي واستراتيجي.
غدا؛ هزمت اسرائيل في حربها الوجودية... فماذا عن اليوم الثاني؟

الناشر

علي نعمة
علي نعمة

shadow

أخبار ذات صلة